ماكس تايمز maxtimes
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي Empty مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي

مُساهمة من طرف najehamira الثلاثاء 30 ديسمبر - 23:04

مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي
farao *تمهيد:
*يجدر بناأن نقدم بهذه اللمحة عن بيئة الأدب،و مظاهر الحياة العربية المختلفة من سياسية، واجتماعية، ودينية وعقلية فالأدب صورة للحياة وللنفس وللبيئة الطبيعية و الاجتماعية.
*ويطلق الأدب الجاهلي على أدب تلك الفترة التي سبقت الإسلام بنحو مائة وثلاثين عام قبل الهجرة.وقد شب هذا الأدب وترعرع في بلاد العرب،يستمد موضوعاته ومعانيه،ويستلهم نظراته وعواطفه من بيئتها الطبيعية والاجتماعية والفكرية،ويحدد لنا بشعره ونثره فكرة صادقة عن تلك البيئة.مما يعين الدارس على فهم أدب ذلك العصر،واستنتاج خصائصه التي تميزه عن سائر العصور الأدبية التي جاءت بعده مع أن الكثير منه مجهول لضياع أثاره ولا نعرف عنه إلا القليل.

لغة العرب:
*اللغة العربية هي إحدى اللغات السامية التي نشأت عن أصل واحد،وهيSadالاشورية والعبرية والسريانية والحبشية)،وتقتصر اللغات العربية في كتابتها على الحروف دون الحركات،ويزيد حروفها عن اللغات الآرية مع كثرة الاشتقاق في صيغها وقد مرت اللغة العربية بأطوار غابت عنها مراحلها الأولى،ولكن مؤرخي العربية اتفقوا على أن للعرب منذ القديم لغتين:جنوبية أو قحطا نية،ولها حروف تخالف الحروف المعروفة، وشمالية أو عدنانية،وهي أحدث من لغة الجنوب،وكل ما وصلنا من شعر جاهلي فهو بلغة الشمال،لأن الشعراء الذين وصلتنا أشعارهم إما من قبيلة ربيعة أو مضر،وهما منا القبائل العدنانية،أو من قبائل يمنية رحلت إلى الشمال، كطيئ وكندة و تنوخ،وقد تقاربت اللغتان على مر الأيام بسبب الاتصال عن طريق الحروب و التجارة والأسواق الأدبية كسوق عكاظ قرب الطائف،وذي المجاز و مجنة قرب مكة. وبذلك تغلبت اللغة العدنانية على القحطانية،وحين نزل القران الكريم بلغة قريش،تمت السيادة للغة العدنانية،وأصبحت معروفة باللغة الفصحى. وقد كان لنزول القران بها اثر في رقيها وحفظها وإثرائها بكمية هائلة من الألفاظ و التعبيرات و المعاني مما أعان على بسط نفوذها،واستمرار الارتقاء بها في المجالات العلمية والأدبية إلى عصرنا الحالي.
*حياة العرب العقلية:
*العلم نتيجة الحضارة،وفي مثل الظروف الاجتماعية التي عاشها العرب،لا يكون علم منظم،ولا علماء يتوافرون على العلم،يدونون قواعده و يوضحون مناهجه إذ أن وسائل العيش لا تتوافر،ولذلك فإن كثيرا منهم لا يجدون من وقتهم ما يمكنهم من التفرع للعلم،والبحث في نظرياته وقضاياه.
*وإذا كانت حياة العرب لم تساعدهم على تحقيق تقدم في مجال الكتب والعمل المنظم،فهناك الطبيعة المفتوحة بين أيديهم،و تجارب الحياة العملية وما يهديهم إليه العقل الفطري،وهذا ما كان في الجاهلية،فقد عرفوا كثيرا من النجوم ومواقعها،والأنواء وأوقاتها،واهتدوا إلى نوع من الطب توارثوه جيلا بعد جيل،وكان لهم سبق في علم الأنساب والفراسة،إلى جانب درايتهم القيافة والكهانة،كما كانت لهم نظرات في الحياة. *أما الفلسفة بمفهومها العلمي المنظم،فلم يصل إليها العرب في جاهليتهم ،وإن كانت لهم خطرات فلسفية لا تتطلب إلا التفات الذهن إلى معنى يتعلق بأصول الكون،من غير بحث منظم وتدليل وتفنيد،من مثل قول زهير:
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم
*واكبر ما يتميز به العرب الذكاء وحضور البديهة وفصاحة القول لذلك كان أكبر مظاهر حياتهم الفكرية: لغتهم وشعرهم وخطبهم ووصاياهم و أمثالهم.


كلمة الجاهلية أطلقها المسلمون في الاصطلاح تطلق على أحوال العرب قبل الإسلام ، بسبب ما كان يسود حياتهم في ذلك الوقت من عبادة الأصنام ، والاسراف في القتل ، والخمر وقيام الحروب بين القبائل لأتفه الاسباب مثل حرب البسوس وقد استمرت أربعين عاما . ومن أهم مظاهر الحياة الاجتماعية في العصر الجاهلي : القبيلة وهي الوحدة التي بنيت عليها حياتهم ، وكذلك الأخذ بالثأر ، وكانت حياتهم تتصف بالقسوة والحرمان والفقر ، وكذلك أولع العرب بالخمرة فشربوها . أما عن حياتهم الدينية ، فقد كانت الوثنية هي السائدة في الجزيرة العربية ، والوثنية هي عبادة الاصنام والاوثان ، وقد كان عدد من القبائل يعبدون بعض الظواهر الطبيعية كالشمس والقمر والنجوم ، ومنهم من كان يعبد ( الشعرى ) أما من حيث الحياة الأدبية فقد كان العرب يهتمون بالأدب كثيرا ،إذ كان لكل قبيلة شاعر أو أكثر يتغنى بأمجادها ، وكان لكل قبيلة خطيب أو أكثر ، وكانوا يقدمون أدبهم في أسواقهم ، ومنهم من عرضه على أستار الكعبة .

كان الفقر هو الظاهرة الاجتماعية السائدة في المنجتمع الجاهلي ، لذلك أكثر الشعراء من ذكره ، كقول عروة بن الورد :
ذريني للغنى أسعى فإنــي رأيت الناس شرهم الفقير وأهونهم وأحقرهم لديـهم وإن أمسى له نسب وفير ويلقى ذو الغنى وله جلال يكاد فؤاد صاحبه يطير
ولكنهم ولو كانوا فقراء فإنهم يحفظون كرامتهم وسمعتهم ، يقول أحد الشعراء:
أصون عرضي بمالي لا أدنسه لابارك الله بعد العرض في المال
وكانت القبيلة في الجاهلية خاضعة لزعيم يقوم الأفراد باختياره ، ويتصف بصفات محددة كالشجاعة والحزم والحلم وهو كذلك صاحب رأي ، وكانت العصبية تسود أفراد القبيلة ، فكل فرد يتعصب لقبيلته مهما فعلت صوابا أم خطأ
يقول أحد الشعراء
وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت ، وإن ترشد غزية ارشد
وكانت علاقة القبائل العربية ببعضها علاقة عداء نتيجة العصبية القبلية والحمى لكل قبيلة وحماية الجار والفقر والغزوات والأخذ بالثأر . ولكن هناك بعض العرب من حرّم الخمرة على نفسه ، فلم يكن يشربها إما لاعتقاد جازم أنها تذهب العقل وتقلل قيمة الرجولة وإما لاعتقاد ديني ، يقول صفوان بن أمية :
فلا والله أشربها حياتي ولا أشفي بها أبدا سقيمـــا
كانت حياتهم قاسية لذلك طلبوا المرأة أملا في نسيان التعب والحرمان ورغبة في الهدوء ، فتحدثوا عن المرأة في كل مجالات حياتهم ، واصبحت مطلع قصائدهم أو محورها الرئيسي ، وكانت بعض القبائل تصطحب النساء في الحروب لعلاج الجرحى وبعث الحمية في نفوس المقاتلين يقول عمرو بن كلثوم :
على آثـارنا بيض حســـان نحاذر أن تقسّم أو تهونا يقتن جيادنا ، ويقلن لستم بعولتنا إذا لم تمنعونا
من أشهر أصنامهم ( اللات ) و( مناة ) و ( العزى ) ، وكانوا يعبدون الأصنام لتقربهم إلى الله لاعتقادهم أن الله عظيم ويجب أن يكون هناك واسطة بين العبد وربه ومن العرب من رفض عبادة الأصنام ، ومنهم من صنع أصناما من التمر فاذا جاع أكلها ، وكان بعض العرب على دين إبراهيم ، ومنهم من اتبع النصرانية ، وكذلك انتشرت اليهودية كما في خيبر ويثرب ، وعبد بعض العرب الجن وبعضهم عبد الملائكة

من أسواق العرب الأدبية في الجاهلية ( سوق عكاظ ) و ( ذي المجاز)و ( المجنة ) وكانوا كذلك يستغلون موسم الحج للشعر والخطابة ، وكان هناك حكام بين الشعراء تعتبر المعلقات أشهر اشعار الجاهليين ، وبضهم يعتقد أنها سبع ، وبعضهم يعتقد أنها عشر ، واشهر هذه المعلقات

• معلقة امرىءالقيس ، ومطلعها :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
• معلقة زهير بن أبي سلمى ، ومطلعها :
امن أم أوفى دمنة لم تكلم بحومانة الدراج فالمتثلم
• معلقة طرفة بن العبد البكري ، ومطلعها :
لخولة أطلال ببرقة ثهمد تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
• معلقة عنترة ، ومطلعها :
هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم
• معلقة عمرو بن كلثوم ، ومطلعها :
الا هبي بصحنك فاصبحينا ولا تبقي خمور الأندرينا
• معلقة الأعشى، ومطلعها :
ودّع هريرة إن الركب مرتحل وهل تطيق وداعا أيها الرجل
• معلقة النابغة الذبياني، ومطلعها :
يا دار ميّة بالعلياء فالسند أقوت وطال عليها سالف الأبد

أغراض الشعر الجاهلي:

وأغراض الشعر الجاهلي التي نريد بسط القول فيها هي: المدح، الجاء، الرثاء، الفخر، الوصف، الغزل، الاعتذار، الحكمة، مع أن القصيدة العربية الواحدة تشمل عدداً من الأغراض؛ فهي تبدأ بالغزل ثم يصف الشاعر الصحراء التي قطعها ويتبع ذلك بوصف ناقته، ثم يشرع في الغرض الذي أنشأ القصيدة من أجله من فخر أو حماسة أو مدح أو رثاء أو اعتذار، ويأتي بالحكمة في ثنايا شعره فهو لا يخصص لها جزءاً من القصيدة.
ومن أهم أغراض الشعر الجاهلي المدح فلنبدأ به:



الهجـاء:
سبيل الشاعر إلى غرض الهجاء وهدفه منه: تجريد المهجو من المُثًل العليا التي تتحلى بها القبيلة، فيجرد المهجو من الشجاعة فيجعله جباناً، ومن الكرم فيصفه بالبخل، ويلحق به كل صفة ذميمة من غدر وقعود عن الأخذ بالثأر بل إن الشاعر يسعى إلى أن يكون مهجوه ذليلاً بسبب هجائه، ويؤثر الهجاء في الأشخاص وفي القبائل على حد سواء فقبيلة باهلة ليست أقل من غيرها في الجاهلية ولكن الهجاء الذي تناقله الناس فيها كان له أثر عظيم وهذا هو السر الذي يجعل كرام القوم يخافون من الهجاء ويدفعون الأموال الطائلة للشعراء اتقاء لشرهم.
وممن خاف من الهجاء الحارث بن ورقاء الأسدي؛ فقد أخذ إبلاً لزهير ابن أبي سلمى الشاعر المشهور، وأسر راعي الإبل أيضاً فقال فيه زهير أبياتاً منها:

لَيَأتِيَنّـكَ منِّي مَنْـطِقٌ قَـذعٌ باقٍ كما دَنَّسَ القَبْـطِيَّة الوَدكُ [1][1]
فاردُدْ يَسَاراً ولا تَعْنُفْ عَلَيْهِ وَلاَ تَمْعَكْ بِعِرْضِكَ إن الغَادِرَ المعِكُ [2][2]

فلما سمع الحارث بن ورقاء الأبيات رد على زهير ما أخذ منه.
الرثــاء:
هو إظهار الحزن والأسى والحرقة، وتبرز جودة الرثاء إِذا كان في ابن أو أخ أو أب؛ فرثاء دريد بن الصمة لأخيه عبد الله من أجود الرثاء، ورثاء الخنساء يعتبر من الرثاء المؤثر في النفوس، وكانت تشهد عكاظاً وتدور في السوق وهي
في هودج على جمل وقد وضعت علامة على هودجها ثم تقوم بإنشاد الشعر فتؤثر في من تمر به.
وقد تكون اللوعة بادية في الرثاء وإن لم يكن في قريب نجد ذلك في رثاء أوس بن حَجَر لفَضَالَة بن كَلَدة حيث يقول:

أَيَّتُهَا النّفْسُ أَجْمـِلِي جَزَعـَا إنّ الذي تَحْذَرين قد وَقَـعا

farao
najehamira
najehamira
مشرفة قسم التعليم (أستاذة)
مشرفة قسم التعليم (أستاذة)

عدد الرسائل : 56
الجنسية : الجزائر
السٌّمعَة : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 26/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي Empty رد: مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي

مُساهمة من طرف محمد84 الثلاثاء 30 ديسمبر - 23:14

بارك الله فيك على ماتقديميه لنا
تحياتي
محمد84
محمد84
مدير عام
مدير عام

ذكر
عدد الرسائل : 1397
العمر : 38
الموقع : البليدة-العفرون
المزاج : ممتاز
الجنسية : الجزائر
السٌّمعَة : 4
نقاط : 2632
تاريخ التسجيل : 28/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي Empty رد: مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي

مُساهمة من طرف najehamira الثلاثاء 30 ديسمبر - 23:30

لاشكر على واجب اخي محمد
najehamira
najehamira
مشرفة قسم التعليم (أستاذة)
مشرفة قسم التعليم (أستاذة)

عدد الرسائل : 56
الجنسية : الجزائر
السٌّمعَة : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 26/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى